الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية مرام وعمار ( جميع الفصول ) بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 42 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز

بس بتجري عليهم حتي لم خلفوا رحتي خدمتيهم يبقى ده واجب عليهم هما كمان يهتموا بيكي 
ليلي...... الام مبتعرفش تكره ضنها مهم يعمل هيفضل في نظرها عيل صغير قلب الام بقي
اخذ هاتف والدته وطلب رقم شقيقته الكبيرة هنا البالغة من العمر اثنين وثلاثين عاما تخرجت من كلية الحقوق وتزوج من طبيب أسنان انجبت ولد وبنتين لم تجيب على الهاتف من المرة الأولى بل انتظر بعض الوقت حتي اجابت عليه
هنا....... الو ايوة يا ماما
اسلام...... والله كويس انك لسه فاكرة انك ليكي ام
هنا....... اسلام ازيك عامل ايه 
اسلام....... انتي لسه ليكي عين تسالي عني المفروض يا استاذة تيجي تطمني على والدتك كل فترة على الاقل مش تسبيها تعبانة كده بقالها اسبوع
هنا...... الف سلامه عليها معلش يا اسلام ما انت عارف الشغل والولاد 
اسلام...... طيب اجهزي علشان تيجي تقعدي معاها لحد ما تتحسن
هنا....... اسلام معلش شوف رودينا او مرات رامي لاني مشغولة ومش هقدر اسيب البيت وشغلي
اسلام....... لا بجد الله يعينك معلش مهو انا نسيت انكم مش بني

ادمين لا انتوا حيوانات مش جديد عليكم الوضع 
هنا..... هو انا لو فاضية كنت اتاخرت وبعدين متخافش ماما بتعرف تخلي بالها من نفسها كويس بدليل انها بقالها اسبوع تعبانة و محدش عرف بتعبها 
اسلام..... تصدقي بالله انتي ما في عندك ريحة الډم غوري يا شيخه ربنا يهديكي 
القي الهاتف بجوار والدته ومازالت المكالمة جارية سمعت ليلي حديث ابنتها مع زوجها
عماد....... مين بيتصل
هنا...... ده اسلام ربنا يخده ويريحني منه عملي محاضرة علشان ماما تعبانة شوية
عماد....... طيب قومي علشان هنروح عند ماما قالت أنها مصدعه من الصبح هنروح نوديها للدكتور
هنا..... حاضر هجهز الولاد ونمشي
فرت دمعة حانية من عين ليلي حينما سمعت حديث ابنتها واغلقت الهاتف ولكن اعلن الهاتف عن مكالمة اخري حينما نظرت الي الاسم ابتسمت مباشرا ونادت على ابنها تعلمه بهوية المتصل 
ليلي..... تعال يا اسلام رد على رهف علشان لو سمعت صوتي هتقلق عليا 
اسلام...... حاضر
رهف...... صباح الخير يا ماما ليلي
اسلام...... صباح النور
رهف....... ايه يا حبيبي امال ماما فين
اسلام..... هاااا ماما خرجت
رهف....... مال صوتك متغير كده هي ماما كويسة انا بقالي يومين مكلمتهاش صوت بتكلمني على الواتساب خير ماما فيها حاجه 
اسلام...... لا مفيش حاجه
رهف بنبرة باكية.......... اسلام بالله عليك ماما ماما فين
اسلام....... ماما تعبانة شوية يا رهف تخيلي كلمت هنا علشان تكون جانبها تقولي البيت وشغلها
رهف...... بتقول ايه طيب انا جايه حالا متقلقش يا حبيبي وهكلم مرام اخد اذنها واجي اقعد معاها يومين لحد ما تكون كويسة 
اسلام....... ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
رهف........ حاضر 
انهي المكالمة وتقدم من والدته وطبع على يدها وراسها بين نظرات الحزن في عينيه
كانت منهمكة في عملها حين اعلن هاتفها عن مكالمة واردة من شقيقتها فزعت واجابت مسرعة
مرام...... رهف انتي كويسة
رهف........ اهدي انا بخير انا بس باخد اذنك هروح عند ماما ليلي علشان تعبانة شوية ومفيش حد معاها انتي عارفه وضع ولادها ايه واسلام قلقان عليها اوي
مرام.....طيب روحي بس خدي العلاج
معاكي ولابس تقيل وتاخدي العلاج في معاده فاهمة
رهف...... حاضر يالا سلام دلوقتى بقي اروح البيت اجهز نفسي 
مرام........ لا اله الا الله
رهف..... سيدنا محمد رسول الله
انهت المكالمة وانطلقت الي منزلها تجهز اغرضها ولكن كيف تخرج دون سماع صوت زوجة عمها
سميرة...... ايه يا كتكوتة رايحة فين تكونيش هتهربي
رهف....... لا انا رجعة تاني بس هروح اقعد عند ماما ليلي شوية ومټخافيش انا هنا على قلبك مقدرش اتخلي عنك يا زوجت عمي
سميرة...... روحي يا اختي داهية لا تعودك لا انتي ولا اختك 
رهف...... طيب خلي بالك يا طنط علشان الملائكة بترد الدعاء وبتقولك ولكي بمثل سلام يا طنط 
غادرت المنزل وتركت سميرة تشتعل بنيران الڠضب من تلك الصغيرة 
اما هي انطلقت مباشر الي منزل احب الناس الي قلبها وجدته في انتظاره اسفل العمارة وهو بالزي العسكري نظرت له بعشق واحساس غريب بداخلها لا تعلم ما هو تقدمت حتى اصبحت امامه وابتسامة حزينة على شفتيها
اسلام...... هنقضيها دراما زي كل مرة يا حبيبتي دي اخر اجازة خلاص بلاش الحزن ده
رهف...... قلبي مش هيطمن إلا لم تخلص وتكون معاك الشهادة
اسلام...... ان شاءالله اضحكي بقي علشان ضحكتك بتنور طريقي وبتصبرني على ايام الجيش
ابتسمت رغما عنها وهي تحاول اخفاء دموعها 
اسلام....... خلي بالك من نفسك ومن العلاج فاهمة 
رهف........ حاضر 
اسلام....... وعد
رهف....... وعد اوعدني تخلي بالك من نفسك وانك ترجعلي
اسلام........ مقدرش اوعدك ده شيء في علم الغيب بس هحاول اخلي بالي وارجعلك ان شاءالله 
رهف.......... اوعدني يا اسلام ترجعلي ارجوك علشان خاطري
اسلام........ بلاش الدموع دي حاضر يا ستي اوعدك 
ودعها مرة اخري وغادر الي سيناء داعيا الله ان يرده سالما من اجل احبته 
صعدت هي الاخري الي شقة والدته التي ما ان فتحت لها الباب
اعلنت الساعة السادسة مساء معاد انتهاء العمل وهي ما زالت تعمل ولم تنتهي من الملفات التي اعطها لها ظلت تعمل بكل عزمها وهي متعبه من قلة النوم 
في مكتب عمار 
كان يتحدث عبر الهاتف مع صديقه المقرب كريم
كريم......... مش قولت لك اول ما توصل الشركة تكلمني
عمار......... معلش يا كيمو والله انشغلت بقي المهم سيبك مني عملت ايه مع الدكتورة الي قولت لك عليها
كريم...... كل حاجه تمام متخافش
عمار........ تمام اوي مش عايز اي اخطاء يا كريم خليني اصفي حسابي على نضيف
كريم....... صدقني خاېف تضر نفسك يا صاحبي
عمار...... مش مهم انا هعرف اتصرف كويس 
ظلوا الاثنين يتحدثون عن خطتهم وما يعد لها في الايام القادمة 
في مكتب معتز
لا يعلم ماذا يفعل الان افكاره كلها مشتتة يريد ان يحميها خوفا عليها من حقد عمار الذي اصبح عدواني بشكل كبير للغاية قطع شروده صوت نڤين التي لم يشعر بوجودها 
نڤين...... انا خلصت شغلي وده ميعاد الخروج محتاج مني اي حاجه قبل ما امشي
معتز...... لا روحي انتي انا كمان ماشي 
خرجت نڤين بعدما
جمعت اشيائها واتجهت الي صديقتها حتي يغادرون مع بعض
نڤين..... ايه يا حجة خلاص الشغل يالا على البيت
مرام...... لا روحي انتي يا نڤين انا لازم اخلص الشغل الي معايا ده الاول
نڤين..... لا مش هتحرك من هنا ده هياخد وقت طويل يالا وتعالي بكرا تخلصيه
عمار...... اظن ده مش اختصاصك يا انسة نڤين 
نظروا الي صاحب الصوت ازداد توتر نڤين وقالت بتعلثم...... انا بس كان قصدي يعني تكمله وقت تاني
عمار...... وانا قولت ده مش اختصاصك فاهمة
نڤين....... معاك حق سوري يا مرام انا لازم امشى علشان اتاخرت اشوفك بكرا بااي
ظلت انظاره متعلقه بها وهي تعمل بكل عزمها وعلامات الارهاق ظاهره عليها لم يعطي لها اي اهتمام ودلف الي مكتبه يغرق تفكيره بالعمل
خرجت نڤين وهي في قمة ڠضبها تتفوه ببعض الكلمات على هذا الاحمق الذي يفعل ما يحلوا له سمعت من ينادي عليها فنظرت الي مصدر الصوت وابتسمت
نڤين...... مستر معتز حضرتك لسه موجود 
معتز....... لا انا كنت خلاص ماشي بس لاقيتك لواحدك هي مرام سابتك ولا ايه
نڤين...... مرام معاها شغل هتخلص وتمشي
معتز........ بس ده معاد الانصراف
نڤين...... قالت انه شغل مهم هتخلص وتنزل على طول
 
عارفه قراري كان ايه من اول يوم ډخلتي فيه الشقة دي ليه دلوقتى بتحاولي تقربي
لمعت بعينيها العبرات وقالت بصوت اشبه للبكاء انا اسفه بس والله كنت جايه علشان اصحيك
زفر بضيق وهتف پغضب انتي جبلة مبتحسيش انا كل يوم بحس بيكي وبكون صاحي عارف انك بتيجي جانبي كل يوم وتفضلي قاعدة بس مش بحب اجرحك انما لحد كده وكفاية اوي انتي اتمديتي اوعي تكوني فاكرة اني ممكن ابصلك او احبك انسي يا فتون كلمة حب شليها من علاقتنا انا وانتي هنا اغراب مفيش حاجه بنا انما قصاد اهلي احنا اسعد اتنين
اڼفجرت باكية وقالت انا مش بحاول اتقرب منك واذا كنت قبلت اكون معاك للنهارده لاني بحبك ومقدرتش ابعد عنك 5 سنين عايشين في بيت واحد ولا مرة طلبت منك حاجه من يوم متجوزنا في مرة طالبتك باي حاجه علاقتنا انا احترمتها وبعترف اني كل يوم بقعد جنبك بالساعات بس علشان املي عيني منك بحفر تفصيلك في عقلي واسفة اذا كنت ضايقتك ويكون في علمك انت مش مجبور تتحملني عارفة ومتاكدة انك كنت هتطلقني لولا مۏت ابويا وكتر خيرك اتحملتني في بيتك كل المدة دي 
انهت تلك الكلمات وانصرفت بينما كان هو ينظر إلى طيفها الذي اختفى من امامه وقلبه يعتصر كلما سمع صوت نحيبها اغمض عينيه بحزن مصحوب بندم حينما تذكر كلماته القاسېة و اتجه إلى غرفتها المجاورة لغرفته فمنذ زوجهم كل منهم ينام في غرفة منفصله عن الاخر وحياتهم لا يذكر بها شيء هام حمحم بحرج وهو يقف امام غرفتها لا يعرف كيف يعتذر لها وصوت بكائها ېمزق كل انش بقلبه بطرقات خفيفة على باب الغرفة بدأ يطرق بهدوء وهتف فتون من فضلك افتحي الباب انا عارف اني كلامي ضايقك بس والله انا مكنتش اقصد اجرحك انتي اكتر واحدة عارفة جمال معقوله متعودتيش على طبعي 
ظلت تبكي وهي تستمع إلى حديثه وتستند بظهرها على الباب
ثم تابع حديثه قائلا عارف اني بني ادم اناني وظلمتك وجيت عليكي كتير بس ڠصب عني يا فتون انتي اكتر واحدة عارفة الي مريت بيه صعب روحك ټموت قصاد عينك ومتقدريش تعملي حاجة انا

كل يوم بتمني من ربنا ياخد روحي علش 
وقبل أن يكمل تلك الكلمات خرجت و وضعت يدها على فمه تمنعه من اكمال حديثه قائلة پبكاء هششششششش بعد الشړ عليك يا سيد الناس ربنا يطول في عمرك احب على ايدك بلاش الكلام ده انا مليش غيرك في الدنيا انت ضهري وسندي وعزوتي يا سي جمال
شعر بصدق حديثها وهو يري لون عينيها قد طغي عليهم اللون الأحمر القاني ملامحها الهادئة حتى قسمات وجهها وخصلات شعرها التي خرجت بعشوئية من اسفل طرحتها جعلتها اجمل بكثير من اي وقت مضى رفع كفيه بهدوء و مسح تلك العبرات عن وجهها قائلا بأسف انا اسف وحياتي عندك بلاش الدموع دي علشان غالين عليا ويا ستي حقك عليا وادي رأسك اهي هبوسها
قرب رأسها وطبع رقيقة على جبهتها ومازل وجهها بين كفيه حتى تلاقت عينيهم ليغيب بسحرهم من جديد لا يعرف ماذا
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 96 صفحات