بقلم فرح طارق
مصر وقدرت تسلم الجهاز ويتقبض عليه وتيجي تاخدني تاني وأنا مستنياك..حور.
كور قبضة يده على الورقة وهو ېصرخ بإسم مايكل ويلقي الورقة على الفراش ليأخذها ياسين ويقرأ ما بها..
انتهى ياسين من قرأتها بصوت عال ليتحدث مهاب
أنا بقول نرجع كلنا مصر ونسلم الج..
قاطعه فهد بحدة
هتمشوا والطيارة خلال ساعتين هتكون موجودة وكلكم هتسافروا وچيدا هتاخد بالها من سيف وأنا هفضل هنا وهرجع بحور.
بس
قاطعه فهد بحدة وحزم
مفيش بس اللي قولته هيتنفذ يلا.
خرج الجميع ولم يتبقى سوى چيدا معه لتذهب نحوه وهي تتشبث بذراعه قائلة بخفوت
فهد أنا طول عمري كان نفسي اقابلك يكون عندي أخ وسند ليا أما وماما بدل ما احنا طول الوقت لوحدنا معانا خالو بس لكن كنت بخاف نفس الخۏف اللي ماما من كتروا جواها غيرت أسمي ونسبتني لعيلتها هي طول الوقت كنت بكدب وأقول أكيد اسمك ده تشابه اسماء! ببقى عايزة أتأكد بس كنت بخاف واتراجع تاني ارجوك متأذنيش نفسك عشاني أنا وسيف أنا وهو محتاجين ليك كل واحد فينا كان عايش حياته ضعيف سواء أنا أو سيف اللي حياته واضحة كانت عاملة ازاي! عشان خاطري متسبناش تاني.
وأنا معنديش استعداد ابعد عن حد فيكم تاني يا چيدا واوعدك هجيب حور وارجع تاني..
ابتعدت عنه وهي تثني إصبعها الصغير وتردف بطفولة
وعد
ابتسم لها فهد وهو يفتعل نفس حركتها
وعد.
چيدا بسعادة ليتسأل فهد
كنت خاېفة من ايه يا چيدا
ابتعدت عنه وهي تحمحم بخفوت قائلة في خجل
نظر أمامه پغضب وهو يكور يديه ويتسمع لحديثها ليخبرها
ماشي يا چيدا اخرجي اجهزي عشان تسافري معاهم.
أنت هتفضل لوحدك
معنديش استعداد اجازف بحد فيكم تاني.
مر الوقت على الجميع وهم يتجهزون بالعودة لمصر وفيوالمساء على الجانب الآخر استيقظت حور من نومها على صوت مايكل الغاضب
كذبتي علي حور أعطيتني جهازا غير حقيقي وجعلتني المغفل بالامر
حاولت حور دفعه بعيدا عنها قائلة في تحد
آه لأنك مغفل فعلا! مفكر إن كل اللي أنت مخطط ليه هيتم مفكر إني جيتلك وأنا قابلة أكون معاك مفكر إني وقعت ف حبك مثلا ! أنت مغفل فعلا وكلها مسألة وقت وتقع ف شړ اعمالك كلها.
أنت إنسان مريض!
انتهى مايكل وهو يجدها غابت عن الوعي ليلقي الحزام من يده ويجلس على الفراش وهو يلهث بكثرة للمجهود الذي بذله وهو ويمسك هاتفه ليجري إحدى المكالمات..
اسمعني ليس هناك وقت للحديث الجهاز لازال مع فهد اريده قبل خروجه من أوروبا حسنا هو بالتأكيد لن يغادر قبل شفاء شقيقه.
في مساء اليوم التالي
توقف سيف مكانه وهو يطالعها باشتياق شديد ويفوق من شروده بها على صوت چيدا
يلا عشان تطلع تستريح!
ابتسم لها سيف وهو يصعد معها ويحاول
قد الإمكان ألا يتحامل عليها بكثرة لتبتعد لهم ليان وهي لا تفهم شيء لتجد مشيرة تصعد خلفهم وهي صامتة ولا تتحدث!
استلقى سيف على الفراش لتدلف ليان للداخل وتقف بعيدا عنه لتجد مشيرة تتحدث بصوت مبحوح خاڤت
قوليلي يا چيدا إنك بتضحكي عليا
نظرت لها چيدا لتخبرها بسعادة
وانت مش حاسة بأن إبنك قريب منك دلوقت
تقدمت مشيرة نحوهم سيف ودموعها تهوى بغزارة ليخرج صوتها المټألم
آه يا سيف لو تعرف اللي حصلي ف غيابك! ٢٠ سنة يا حبيبي بدور عليك ! ليالي ٢٠ سنة كل يوم ببكي عليك وأنا حاسة إنك عايش حاسة إن ابني موجود ابني بيتنفس بس بعيد عن حضڼي! تعبت يا سيف تعبت يا ابني واخيرا ارتاحت دلوقت.
چيدا وهي تبكي على بكاء والدتها
أنا ياسين فضل يقولي مقولش لسيف حاجة غير لما يخف بس مقدرتش مقدرتش واقولك وحشتني واقولك إني أختك اللي كانت بټعيط كل يوم عشانك واختك اللي بقالها ٢٠ سنة مش ناسياك مقدرتش صدقني.
فتح سيف ذراعه ليأخذها بين وأصبح الاثنتين داخل شقيقته و والدته اخيرا بعد فراق ل عشرين عام.
ابتعدت مشيرة عنه قائلة في حنو
أنا مش قادرة اسيبك بس أنت أكيد لازم ترتاح وعشان چرحك بس لحد ما ترتاح هعملك أكل تاكله هعملك كتير لسة لحد دلوقت فاكرة وأنت صغير كنت بتحب تاكل ايه هعملك نفس الأكل يا حبيبي مش هتأخر عنك.
امأ لها سيف ولم يتحدث هو بالأساس منذ وجوده هنا وهو لم يخرج كلمة واحدة من داخله ظل يستمع لكل ما يحدث حوله وغير قادرا على قول شيء لازال عقله غير مستوعب شيئا حتى الآن!
نهضت چيدا من جانبه قائلة
أنا هروح أغير هدومي واخد شاور مش هتأخر عليك.
ابتسم لها سيف بهدوء لتخرج چيدا وخلفها وفاء لتترك ليان واقفة مكانها لا تعلم ما يحدث وما يجب أن يحدث!
أرجع سيف رأسه للوراء وهو يستند به على ظهر الفراش وفتح ذراعه لها وهو يغمض عينيه
مش هتيجي تسلمي أو ع الأقل تلبي رغبة اشتياقي
آه يا ليان وحشتيني اوي حاجات كتير بتحصل مش قادر أشوف حاجة منها ! حاسس عقلي وقلبي وقفوا على حاجة واحدة بس وهي انت مش قادر استوعب حاجة غير أني شوفتك بس!
وحشتيني اوي حاجات كتير عايز اقولهالك وحاجات اكتر نفسي اقولها ! لما انصابت مكنش ف بالي غيرك يا ليان كان قدامي صورتك بس كنت بحارب وعايز اعيش عشانك عشان ارجعلك تاني.
انعكست نومته لعلوها سيف ويبدأ معها برحلته التي تمناها طوال ما مضى ليخبرها بها عن كم اشتياقه لها وكيف أحبها منذ الوهلة الأولى التي رآها بها.
بينما على الجانب الآخر..
دلف چيدا للمطبخ و وجدت والدتها تعمل بنشاط وسعادة لتقف بجانبها وهي تفرك يديها بتفكير ليخرجها صوت والدتها المتسأل
ايه يا چيدا
ماما تفتكري سيف هيتقبل كل ده هو متكلمش كلمة واحدة بس! حتى لما قولتله إنه اخويا ! طلب نعمل تحليل DNA عملناه الصبح ف المستشفى وطلع بعد ساعات وشافه وفضل ساكت! متكلمش ودلوقت معملش حاجة غير إنه خدنا ف ! هو هيفضل كدة أنا خاېفة ! خاېفة ميتقبلش حياتنا ولا يتقبل أي حاجة جديدة ويبعد! آه من كلام فهد أنه كان نفسه يبعد عن الماڤيا بس خاېفة يبعد
ويقرر يبدأ من جديد بعيد عننا !
تركت والدتها ما بيدها لتذهب نحو ابنتها
عارفة وفاهمة خۏفك يا حبيبتي بس هو معذور يا بنتي! مش سهل عليه يتقبل كل حاجة واكيد سيف لحد دلوقت فاكر اللي حصل معاه وهو عنده ٦ سنين! متعلميش بيفكر ف إيه أو ..
قاطعتها چيدا
سيف هيفكر وبيفكر ف إنه عاش حياته لوحده مع ماڤيا وشغله وسلاح سيف مش متعلم يا ماما ! وده اللي خاېفة منه ! ميتقبلش إنه يكون وسطنا بعد اللي مر بيه وخاصة إني ظابط ! تؤامه ظابط وهو ايه وأي حد مكانخ هيفكر ف كدة بس الواضح إن سيف هيفكر ف كدة بشكل أكبر.
مشيرة وجه ابنتها لتخبرها بنبرة حانية
احنا هنغير تفكيره هنكون معاه ونقف جمبه هندعمه ونخليه يبدأ كورسات قراية لكل اللغات وكأنه معاه شهادة بالظبط! هيبدأ من السفر ويشوف مجال يحب يتخصص فيه وياخد فيه كورسات ويتخصص فيه هو لسة شاب ف بداية حياته.
تفتكري
بدأت مشيرة تضع كل اهتمامها بالطعام الذي تجهزه لابنها وهي تخبر ابنتها
ومفتكرش ليه المهم دلوقت إنه قدام عيني وأي حاجة تانية هتهون.
في غرفة سيف استلقى على الفراش وهو يأخذها بين واغمض عينيه براحة وسعادة تندلع بداخله ليخرج صوته المتسأل وهو يفتح عينيه وينظر لها
ندمانة
آه.
عقد حاجبيه بدهشة لتنهض ليان قائلة بندم
ندمانة فوق ما تتخيل يا سيف ومكنش لازم يحصل كدة!
امسك ذراعها بحنو وهو يزيل
خصلات شعرها للخلف قائلا بهدوء مقدرا ما حدث لها
ليه يا حبيبتي مش احنا متج..
قاطعته پغضب
ما دي المصېبة كلها !! إنك جوزي!!
لم يجيبها سيف وظل ينظر لها بدهشة لتكمل ليان بهدوء
سيف أنا وانت مننفعش بعض! ممكن تقولي
هقول لعيالنا ايه لو قالولي عرفتي بابا ازاي هقولهم ايه ولا لو قالولك بتشتغل ايه هتقول ايه هقول كان خاطفني وهو اصلا دي شغلته إجرام وماڤيا هتربي عيالك على ايه يا سيف هتعلمهم يحبوا اللي حواليهم ازاي وأنت أصلا اللي حواليك هت
قاطعها سيف وهو يضع يده على ويخبرها بصړاخ والم
بس كفاية!! ايه مبتحسيش معندكيش قلب اطلعي برة..
نظرت له ليان بقلق من حالته لتنتفض أثر صراخه بها
بقولك برة!!
امأت له پخوف وهي ترتدي ملابسها ليأخذ سيف التيشيرت الخاص به ليرتديه وينهض من مكانه ليغادر ذاك المكان الذي منذ دلوفه إليه لا يشعر بشيء سوى الاختناق فقط! ماضيه وكل ما مر به في حياته يهاجمه فور مجيئه لهنا ! حتما أثناء مروره بكل شيء لم يؤلمه لدرجة تذكره له الآن!
فتح الباب وهو لا يشعر بشيء سوى أنه لا يريد شيء سوى أن يغادر المكان فقط! يشعر بغربته هنا وموطن غير موطنه..
ابعدي عني! عايزين ايه دلوقت عايزني اعيش معاكم وطول ما أنا هنا أحس بأني غريب أشوف كل اختلافي عنكم اشوف مدى حقارتي و وسخت اللي كنت فيها أعيش هنا ليه ها جاوبيني
نظر لوالدته الباكية وتقدم نحوها پغضب وعينيه ټخونه لتفرج عن الدموع المحجوزة بداخلها
وانت انت اللي سبتيني معاها علشانه! عشان هو ميبعدش عنك وافقتي ابنك يبعد عنك هي طردتني من عندها وأنا لسة طفل عمدي ٦ سنين بس انت كنت اقسى منها عارفة ليه سبتيني وانا لسة سنتين ف حضڼ واحدة غيرك عشان واحد بتحبيه معندوش شخصية ولا قادر يقف عشان عياله ولا يحارب عشان اللي بيحبها واختار الطريق الأسهل ليه واللي محدش ضاع ف نصه غيري أنا..! وأنا لسة عندي ٧ سنين واحد إيطالي خدني مكنش بيعلمني حاجة غير إني امسك سلاح بس!
استدار نحو ليان التي كانت واقفة مكانها تبكي بندم بسبب ما قالته وقبض على ذراعيها وصړخ بها
وانت انت أكبر غلطة غلطها ف حياتي الحاجة الوحيدة اللي كنت مستعد اسيب كل حاجة عشانها الحاجة الوحيدة اللي شوفتها صح ف حياتي كانت انت كنت لسة بتقولي إني جاهل صح كنت هتقوليها فوق! بس أنا سكتك مقدرتش اسمعها منك !
ابتعد عنها وأكمل حديثه
لما خدني دخلني مدرسة بريطانية اتعلمت فيها مكملتش بس اتعلمت لحد ما كان عندي ١٥ سنة خرجني منها وكنت اتدربت على كل أنواع القتال واشتغلت معاه ف الماڤيا ملقتش طريق تاني! كنت وسط غابة كلها وده الوحيد السالك اللس لقيته قدامي! كنت طفل ٧