بقلم فرح طارق
لتلك اللحظة..!
هل خطأ قلبه الذي أحبها منذ الوهلة الأولى التي رآها بها أم خطأها لأنها لم تحبه مثلما فعل! أم ذلك خطأ القدر منذ البداية! خطأ جمعتهم معا تحت مظلة تلك الظروف التي هم بها الآن!
أحيانا تجبرنا الحياة على مواجهة بعض الاشياء
رغما عنا وما إن نحبها ونبدأ بالترحيب بها عن رضا تسلبها منا عنوة وقوة..!
سعل سيف بشدة ليتآوة حينما يشعر پتألم جرحه أثر سعاله..بينما فتحت ليان عينيها بفزع لتتجه نحوه بلهفة
اوقفها وهو يمسك ذراعها يمنعها من الذهاب لتقع ليان على الفراش أثر سحبته العڼيفة لها بعض الشيء لتهوى قريبة منه..
حمحم سيف وهو يتراجع للخلف ويعيد نبرة صوته ليجيبها بصوت بارد خال من كل شيء
أنا كويس مفيش داعي لكل التمثيل ده!
عقدت حاجبيها بدهشة
تمثيل! مبمثلش على فكرة بس خۏفت ليكون فيه حاجة فعلا لأنك امبارح وقع..
كملي امبارح ايه حصل ايه امبارح
أنا آسفة.
وبعدين
اخذت نفسا بداخلها وهو تحاول أن تزيل توترها
اللي حصل أنا كنت معرفش هو..
صمتت وهي تحاول أخذ أنفاسها لتتمكن من إخباره بما شعرت به
اللي حصل إني اتلغبط! معرفتش بقول ايه وايه طلع مني صدقني أنا آسفة..
سيف أنت أكتر شخص عارفني عارف ردود أفعالي ايه! أكيد فاهمني صح عارفة إن ده مش مبرر بس..
قاطعها سيف بجمود
تجمد مما يقوله لتبتلع ريقها بتوتر
قصدك ايه
نطلق! كلمة واضحة اهي هي ليها كذا معنى أنا معرفهوش
أمسكت بيدها التشيرت الذي يرتديه لتقترب منه وتخبره
ابتسم وهو يليق برجولته ذاك التحدي وهي تبدي لأول مرة رغبة استمرار زواجهم يشعر بذاك الشيء بأن رجولته باتت تعود إليه من جديد وسط كل ما حدث ليجيبها بتحد واعجابا بتلك اللعبة
اديك قولتي اتجوزتك ڠصب وبمزاجي ف الطلاق كمان هيكون بمزاجي وبعدين هنكمل ليه!
الصراحة أنا ندمان دلوقت للشوط اللي خدته ف حياتي! مش متخيل قد ايه كنت غبي كدة !
نظرت له باستفهام
قصدك ايه
أكمل بهمس
إنك معجبتنيش خديها ك تجربة كدة جربتك صدقيني لو كنت عجبتيني كان ممكن أفكر ف كلامك وإني حتى أكمل كام شهر اروق بيهم عن نفسي ف الحلال بس للأسف!
ابتعد عنها وهو ينظر لها بأسف ليرى احمرار وجهها الغاضب لترفع ابهمها أمام وجهه
الصراحة بتزعل دلوقت يا لولو
اغرورقت مقلتيها بالدموع
سيف قول إنك بتقول كدة عشان تضايقني !
تؤ تؤ دي صراحة وأنا مبحبش الكدب واللف والدوران خالص يا ليان ف ايه المشكلة نطلق وكل واحد يشوف حاله وحياته بس تكوني اتعلمتي بقى عشان متتغصبيش على حاجة بعد كدة.
تشبثت بملابسه مرة أخرى لتخبره والدموع تنهمر على وجنتيها
سيف.
شعر سيف بحرارة تندلع ومدى بدأ تأثيرها عليه ليحاول إبعادها عنه قائلا بصوت خاڤت
هنطلق.
ابتعدت عنه قائلة پغضب
مش هنطلق يا سيف.
وأنا عايز اطلقك! مش حابب أكمل هي ڠصب
ابتسمت بسخرية وهي تجيبه بنبرة ساخرة
ڠصب! لأ لسمح الله!
استند سيف على يديه وهو يحاول النهوض من مكانه ويخبرها بصوت حازم
ليان بلاش كتر كلام بينا لأن اللي هيحصل مش حاجة غير الطلاق ماشي
مش عايزة أطلق يا سيف!
كاد أن يجيبها ليقاطعهم صوت رنين هاتفها الذي فتحته بالأمس حتى إذا حدث شيء وتحادث والدتها..
نظرت ليان للهاتف بتوتر لتقوم بإغلاقه سريعا لتنظر لسيف الذي يطالعها بأعين مضيفة
د..دي ماما.
طب ردي عليها أحسن تقلق !
قال كلماته بشك واضح ليقترب منها وهو يجد توترها يزداد ويمسك بهاتفها ويقوم بفتحه ليجد مكالمات كثيرة فائتة من رقم مجهول!
نظر لها لينظر للهاتف مرة أخرى ليقوم بالاتصال على الرقم ليأتيه الرد
أخيرا ليان هانم تكرمت وردت! ع العموم فكرتي ف اللي قولتلك عليه سيف زمانه على وصول وكل شيء لازم يتم قبل وصوله.
أغلق سيف الهاتف فور الإنتهاء وبلحظة كانت تصطدم ليان بالحائط وسيف أمامها وعينيه تقطر ڠضبا واشتعالا
يلا مش سامع!
أغمضت عينيها كله يرتجف لم تتوقع سرعة ما يحدث كانت ستخبره ولكن ليس بذاك الوقت الذي تحاول به إصلاح ما حدث معهم!
ده مازن.
التوى بسخرية
والله ع أساس مش عارف ده! قولي الموضوع يا ليان انجزي!
انتفضت فور نطقه للكلمة الأخيرة بصړاخ لتتحدث پخوف
ب..بقاله فترة كبيرة بيهددني بحاجات
كتير و..و إنه يأذي ماما وإنه عارف مكان حور وترجع بس بشرط لو روحتله.
وعملتي كدة روحتي شوفتيه
أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما سيف الحائط بيده ومن ثم امسك ذراعها بقسۏة
روحتي صح وعمل ايه عمل ايه رجعك منه واما انت مېتة عليه رافضة الطلاق مني ليه انطقي!
صړخ بكلمته الأخيرة لياتيه صوتها
هقول والله هقول هو بعتلي رسالة إن لو عايزة أعرف مكان حور أقابله روحت عشان أختي كنت خاېفة بس كان هيقابلني ف مطعم مكان عام ف روحت واطمنت شوية بس روحت وكان مستنيني بعربية على باب المطعم وكان مصمم أركب معاه لأن مينفعش اللي هيقوله يتقال ف مكان عام قولتله ده مش اتفاقنا وحاولت أمشي بس كان بيحاول يجبرني أركب خبطته وجريت وقدرت أهرب منه واللي ساعدني إن الناس بدأت تتلم بعدها فضل يهددني اروحله واختي هترجع بس صدقني معملتش كدة تاني كنت مستنياك ترجع.
مزيف! عارفة إني غلطت من الاول بس رغبتي بأني ابعد عن بابا اللي طلع ف الآخر عمي واهرب لأي حاجة سيطرت عليا.
رفعت رأسها إليه وهي تكمل حديثها بترجي
سيف متسبنيش عشان خاطري أنت كنت أكتر عدو ليا بس دلوقت مبقتش أحس بالأمان غير وأنا موجود مبقتش أثق ف حد غيرك سيف أنا بحبك صدقني المرة دي عشان خاطري.
سيف قلقتني عليك كنت خاېفة أوي.
ابتعدت چيدا وعينيها مليئة بالدموع
سيف عشان خاطري متسبنيش أنا ما صدقت لقيتك أنا مليش ذنب ف اللي حصل زي ما أنت كمان ملكش ذنب سيف أنا ما صدقت الاقيك وكمان فهد! مش مصدقة إن بقى عندي اخين بدل واحد! واحد اتحرمت منه ٢٠ سنة ولما لقيته بقى عندي اتنين عشان
خاطري يا سيف متسبنيش.
حاضر يا چيدا مش هيحصل مټخافيش.
بجد يا سيف فهد هيرجع وتكونوا معايا صح
قبل سيف جبهتها ليخبرها بإبتسامة
أيوة.
بلهفة ليتأوة سيف پألم فقد تحامل على جرحه كثيرا لتبتعد چيدا بلهفة
أنا آسفة مقصدش.
ليان وهي لم تقدر على إخفاء غيرتها أكثر
أيوة اتوجع أهو ابعدي شوية عشان جرحه!
أنا كويس يا ليان متقلقيش.
أدمعت عينيها پغضب وغيرة لتصمت عما يحدث بينما ابتسم سيف برضا داخله ولثاني مرة يشعر بفخر ذاته!
ساندته چيدا حتى الفراش ليستلقي عليه وذهبت ليان لإحضار الممرضة للتغيير عن جرحه والاطمئنان عليه بينما كانت على نفس صمتها ولم يقدر سيف على الحديث معها ف يكفي شقيقته وزوجته فهو غير قادرا على ازدياد الضغط عليه أكثر من هذا..!
عادت ليان ليراها سيف تأتي مع الممرض بالمشفى ليبدأ بالاطمئنان عليه ليخبره بعملية
الچرح هيتغير عليه بكرة وبعد كدة يوم ويوم تغير عليه عشان كتر الغيار هيخليه يطرى وميلمش.
تمام.
أنهى الممرض عمله ورحل وهتفت چيدا
هترجع معانا البيت الدكتور قال هتخرج النهاردة.
هروح بيتي يا چيدا أكيد!
بهت وجهها بحزن
طب وأنا
أجابها سيف بحنو
بيتي مفتوح ليك طول الوقت وقت ما تحبي تيجي ف أي وقت أنا ف انتظارك يا چيدا.
صمتت بحزن بينما أغمض سيف عينيه ليستريح قليلا ف كل شيء أصبح فوق عاتقه الآن! من ناحية زوجته والأخرى شقيقته والاثنتين تحملاه شيئا غير قادرا على تحمله داخله ولكنه مرغم على ذلك! ولكن هل سيأتي فهد ويساعده مثلما كان يفعل هو يتذكر بعض اللحظات بينهم وكيف كان يقف بجانبه! ف هو كان بالصف الأولى الإبتدائي وكان فهد يحمل جميع واجباته عنه! هل سيأتي الآن ويفعل الشيء ذاته معه
في أوروبا وقف فهد أمام الشرفة داخل منزله وهو يفكر بأخيه ليجول بخاطره أن يهاتفه ليطمئن عليه.
على الجانب الآخر فتح سيف عينيه على صوت رنين هاتفه الذي طلب من ياسين الذي جاء لرؤيته إحضاره وقد كانت چيدا و والدته غادروا الغرفة ليرتاح قليلا وبقيت ليان معه فقط..
الو.
ابتسم فهد قائلا بتساؤل
عامل ايه دلوقت
أغمض
سيف عينيه پألم
محتاجك هتيجي امتى
هانت يومين وأكون جمبك متقلقش.
مستنيك بعد يومين يا فهد تكون جمبي صدقيني كل حاجة هنا حواليا حملاني بشكل اكبر! حاسس إني متكتف وحاجات كتير محطوطة بشكل تقيل على صدري وايدي متكتفة مش قادر اشيلها.
ابتسم فهد بحزن لأخيه
هجيلك وهشيل كل ده عنك وافك التكتيفة دي واخليك تتحرك بكل حرية.
هتنسيني يا فهد
مش هنسيك بس هشاركك هشيل عنك شوية فيه حاجات كتير حصلت وسكوتك عنها مخليها تلف حوالين رقبتك زي الحبل هجيلك واخليك تواجه بس وانا ف ضهرك وصدقني كل شخص عمل غلطة هيدفع تمنها مهما كان درجة قربه وغلاوته عندي كل اللي عمل ذنب هيتحاسب اوعدك بس هخلص حسابي مع مايكل و اخد حور واجيلك مصر أخلص حسابي هناك.
مستنيك يا فهد.
استرد فهد الحديث بتساؤل
عامل ايه مع مراتك
نظر سيف ل ليان الغافية على الأريكة ليبتسم بحزن
مش عارف.
ازاي
صدقني مش عارف! واقف ف نقطة مش عارف اتحرك منها نقطة مش قادر احددها اصلا ! بس فهد..مازن اللي شغال مع مايكل بېهدد ليان بشكل مستمر آخر مكالمة ټهديد ليها كانت النهاردة الصبح مكنتش هتقولي بس أنا شوفتها صدفة وكان بيرن ورديت وعرفت منها.
أجابه فهد وهو يحاول بث الطمأنينة بداخله
متقلقش لو عرف إنك رجعت مصر مش هيعمل حاجة هيخاف ويختفي شوية خاصة بعد آخر مقابلة بينكم واللي عملته فيه.
ابتسم سيف بثقة
وأنا هستنى يختفي مازن مرمي ف المخزن عندي! المخزن اللي موجود قريب من بيتي ف الغردقة والنهاردة هخرج وهروح انا وليان وهاخد حماتي معانا وبكرة هروحله بنفسي.
ضحك فهد على أخيه ف هو قد علم فور أخباره بالأمر بأنه لم يهدأ ولن يهدأ حتى يقوم بفعل شيء
ماشي يا سيف بس اهم حاجة متجيش على چرحك! ولو حسيت بأي تأثير فيه ارتاح.
حاضر وأنت كويس
الحمدلله بخير بس مش عارف اطمن على حور وهي طلعت من الفندق وراحت المستشفى فيها حاجة وروحت حاول أدخل معرفتش لقيت حرس على اوضتها بس درست المكان وهروح ف وقت متأخر وأدخل ليها.
خلي بالك مايكل مش سهل ممكن يحطلك طعن ويسهلك سكة تفكر انه مش واخد باله منها ف تمشيها ويستناك ف آخرها فتح عينيك عليه وأنت لوحدك لو حصلك حاجة مش هتعرف تعمل حاجة أو ع الأقل فكر ف حور.
تنهد فهد وهو يفكر متى سينتهي من هذا الکابوس ويعود بها
حاضر يا سيف هقفل دلوقت واكلمك وقت تاني.
خلي بالك من نفسك مع السلامة.
.
الفصل_الثامن_عشر
دلف