يحكى عن سبعة بنات ماټت أمّهن ، وتكفّل أبوهنّ الحاج رمضان بتربيتهنّ. ومرّت الأيام
منهن فعل ذلك .
كانت قميرة البان تستمع بانتباه وقد راقت لها الحكاية ونسيت ما هي فيه من ضيق وسألته لكن لماذا تخفي وجهك ويديك
أجابها منذ أيام أصبح شكلي بشعا فقد نبتت لي مخالب وطال شعري وبرزت الأنياب في فمي وحالتي تسوء كل يوم والآن هل تقبلين بالزواج مني وكل ما في الدار من خيرات وكنوز ستكون لك وأبناءك !!!
وكل ما أعدك به أن سرك سيموت معي ولن يعلم به أحد . بدأ سعيد بالبكاء ثم نزع اللثام عن وجهه وكشف يديه وقال
لم تعد هناك حاجة لإخفائهما فقريبا سأموت وينتهي كل شيئ ثم رافقها إلى الباب
ووضع لها الفستان الوردي الذي كانت ترتديه في سلة مع كثير من الثمار وصرة من المال ثم ودعها ودموعه تجري على خده
لن أتركك ټموت فلا أقدر على تأنيب ضميري بقية حياتي ثم جاء الشيخ وقبلها و قال لن ټندمي على فعل الخير فبركة الملك مازالت تحل على هذه الأرض حتى بعد مماته
وإن شاء الله لا تنقطع وأوصيك خيرا بحفيدي فهو كل ما بقي لي في هذه الدنيا !!! ثم كتب عقد قرانها على سعيد الجان
ورغم قبح زوجها إلا أنها لم تخف منه فلقد نسيت الخۏف لكثرة ما جلست في السرداب المظلم مع الفئران والهوام في الصباح لما نهضت الفتاة إلتفتت إلى زوجها ثم صاحت من الدهشة فلقد زالت عنه اللعڼة وصار جميل الوجه أزرق العينين .
في تلك الأثناء نهض سعيدوفرح لزوال اللعڼة عنه وأكل معها وهو يحس بالحب يغمر نفسه فقد شاء الله أن يجد الفتاة التي تهواها نفسه وأن يزول ما في نفسه من غم
فشعرت بالألم يعتصر قلبها لسوء أخواتها وفكرت في حيلة لكي تعلمهن الأدب وفي الغد أخبر الشيخ أحد البنات أن هناك عسل كثير ومربى المشمشوسائر الثمار
ثم جاءت قميرة البان وقالت لهن من وراء الباب خسارة لم يحسن أبي تربيتكن و أشبعتموني ضړبا وسبا والآن سأنتقم منكن على عصيانكم لوصية أبيكن
ولضړبي ورميي في هذه الدار الموحشة وسط الليل بدأت البنات يستعطفنها ويبكين وهي جالسة تأكل في خوخة كبيرة
ولما أكملت الأكل مصت أصابعها وقالت إعلمن أني الآن صاحبة الدار ومن لا يسمع الكلام لا يأخذ شيئا
لقد إقترب أبون من المجيئ ويجب أن لا نغضبه لما يرجع لهذا السبب